نائب رئيس الحزب حبيب ولد حمديت في حوار شامل مع وكالة الأخبار (نص المقابلة)

اثنين, 21/12/2020 - 13:23

 قال نائب رئيس الحزب الأستاذ حبيب ولد حمديت إن تواصل يرحب بالحوار الشامل الشفاف مع المواطنين والأطراف الأخرى، معبرا عن رفض الحزب لإقصاء أي طرف.

وعن التحضير لحوار في بعض الدوائر نفى السيد الرئيس علم الحزب بهذا الحوار، مشيرا إلى أنه «إن حصل ذلك الأسلوب فهو مرفوض من طرفنا، وأعتقد أن المعارضة لها نفس الموقف». 

وأضاف: «الحوار الذي نسعى اليه هو حوار مفتوح لا يقصي طرفًا ولا يستثني أشكالا، يناقش فيه الجميع أفكارهم ورؤاهم وأظن أن فرصته مازالت قائمة إذا اتخذت له الآليات الضرورية وتعالى الجميع على مصالحه الضيقة وتجنب تصفية الحسابات».

وأوضح أن من بين الأسباب التي جعلت الحزب ينسحب من منسقية الأحزاب الممثلة في البرلمان هو ملاحظة «جنوح متزايد، إن لم نقل متسرعًا، لأن يكون هذا إطار سياسي له أدوار سياسية كالحوار وغيره».

كما اعتبر أن تواصل لا يقبل بـ «حوار مخفي يتدثر بثوب كوفيد ويتسلق مآسي المواطنين»، حسب تعبيره.  

 

نص المقابلة التي أجرتها وكالة الأخبار مع الرئيس حبيب ولد حمديت ونشرت على موقعها اليوم الاثنين 21-12-2020:

الأخبار: من جديد تجتمع الأحزاب الممثلة في البرلمان في إطار التصدي لجائحة كوفيد19، ويتجدد طرح السؤال لماذا خرج تواصل من هذا الإطار الجامع ولماذا يصر على البقاء خارجه؟

نائب رئيس حزب تواصل: بسم الله الرحمن الرحيم، بداية أغتنم هذه الفرصة للترحم على كل من فقدناه من أحبة في هذه الجائحة أسأل الله أن يرحمهم جميعا ويغفر لهم وأن يشفي المرضى ويرفع عنا هذا الوباء.  

وهي فرصة أيضا لشكر الإخوة والأخوات في تواصل في مختلف مناطق الوطن على جهودهم النوعية وبذلهم في مساعدة المحتاجين الذين تضرروا في أرزاقهم من هذه الجائحة في موجتها الأولى والثانية، وأجدد لهم الدعوة في مواصلة تلك الجهود عسى الله أن ينفع بها فأهل تواصل أهل جد وعمل ويجب ألا يفقدهم المواطن في مواطن البذل والعطاء والمساعدة التي تعود عليهم فيها

بالنسبة لسؤالكم، أنا شرفني الحزب بداية في تمثيله في المنسقية وكانت استجابتنا لها سريعة ومن دون تردد وبعد أشهر من العمل كان تواصل فيه صاحب اقتراحات واضحة لتكريس الشفافية والحرص على استفادة الفئات الأكثر تضررا وبالتالي كانت كل مطالبنا ومقترحاتنا تصب في هذا الاتجاه.  

بعد فترة انتشرت صفقات التراضي ولاحظنا الكثير من شبه الفساد في مختلف البرامج التي تدخل ضمن مشمولات محاربة كوفيد نبهنا على ذلك مرات دون جدوى، فقررنا تعليق عضويتنا في هذا الإطار حتى لا نكون شهود زور على تبديد أموال عمومية وصرفها في غير وجهتها التي تمت تعبئتها لها، نعني الفئات الفقيرة والهشة.  

وأذكر أن من بين الاقتراحات التي تقدمنا بها زيادة عدد الأسر الفقيرة المستفيدة من الدعم النقدي وإشراك العمد في اختيار هذه الأسر والرقابة القبلية أو المصاحبة من طرف لجنة مراقبة صندوق كورونا بدل الرقابة البعدية المتبعة حاليا.  

 إننا كنا نود أن يكون لمنسقية الأحزاب الممثلة في البرلمان دورا فعالا في الجهود المبذولة لمكافحة الجائحة وهو ما وعدنا به غير أننا فوجئنا بأن كل التعهدات لم يلتزم بها وعلى رأسها دور الإشراف والمتابعة على الصندوق والغريب أننا نبهنا على ذلك من خلال بيانات موقعة من طرف الجميع. 

ينضاف لتلك الأسباب سبب سياسي هو أننا لاحظنا جنوحا متزايدا إن لم نقل متسرعًا لأن يكون هذا إطار سياسي له أدوار سياسية كالحوار وغيره وقد نبهت حينها في أكثر من جلسة أننا في تواصل متشبثون بالحوار وندعو له ونعتبره أهم وسيلة لتطوير المشترك الوطني وحل الإشكالات الكبرى التي تواجه وحدتنا وانسجامنا ونمط الحكم فينا لكننا مع ذلك لا نقبله حوارًا مخفيا يتدثر بثوب كوفيد ويتسلق مآسي المواطنين.  

الحوار الذي نسعى اليه هو حوار مفتوح لا يقصي طرفًا ولا يستثني أشكالا، يناقش فيه الجميع أفكارهم ورؤاهم وأظن أن فرصته مازالت قائمة إذا اتخذت له الآليات الضرورية وتعالى الجميع على مصالحه الضيقة وتجنب تصفية الحسابات.

الأخبار: لكن الحكومة حققت إنجازات مهمة في المجال ومثلت المعارضة في صندوق كوفيد ، وها هي تستعد لاستقبال ما يقارب المليون جرعة من اللقاح مطلع العام، ماذا تريدون أكثر من هذا؟

نائب رئيس حزب تواصل:  أولا هو لم يكن صندوقا إنما هو مجرد حساب يسيره وزير المالية الذي يرأس لجنة متابعة وتنفيذ لجنة الصندوق وهذا خلل كبير حيث ينفذ ويراقب ونائبه نائب رئيس حزب الاتحاد من أجل الجمهورية والمعارضة أقصيت من كل شيء في هذه اللجنة. 

وأظن أنكم كإعلاميين كشفتم الكثير من شبه الفساد التي صاحبت الأداء الحكومي في الفترة الماضية وخاصة في البرامج المتعلقة بمواجهة الجائحة والتخفيف من آثارها وغاب عنكم الكثير. طبعًا لجنة رقابة صندوق كوفيد فقدت قيمتها بفعل الرقابة البعدية وبالمناسبة هذا شأن البرلمان هذه اللجنة تحولت لمستقبل لتقارير من وزارة المالية دون أي صلاحيات لتعديل البرامج أو توقيف الصفقات الفاسدة.  

بالنسبة للقاح رغم أنه خطوة مهمة ومطلب مهم للجميع إلا أن تأخير تسليمه وغموض مصدر تمويله وعدم اختصاص الجهة التي أعلنت عن حجمه (أحزاب سياسية) أمور تجعل من الحصافة انتظار حصوله.  

وبالمناسبة ونحن الآن في مرحلة حرجة من الموجة الثانية التي نسأل الله أن يرفع عنا بأسها ويحفظنا منها نلاحظ أن الأداء في مواجهتها أضعف، وأن الارتباك سيد الموقف.

الأخبار: طرحتم قبل أيام وثيقة قدمت تشخيصا متشائما للوضعية العامة واقترحتم حوارا يفضي لما سميتموه "تحولا توافقيا" ألا ترون أنكم تخرجون بهذا عن الجو العام المنسجم مع توجهات المرحلة وخياراتها؟

نائب رئيس حزب تواصل: لا أدري عن أي جو عام تتحدثون، هل غيرنا في تواصل موقفنا المعارض؟ هل تعاهدنا مع أي حزب لتوقيف أنشطتنا واقتراحاتنا التي نرى أنها مهمة للإصلاح السياسي؟

الجو العام الهادئ تخدمه المقترحات الهادئة والصادقة وهذا ما تضمنته وثيقتنا. فليس فيها تحامل وطبعها الانفتاح والرغبة في بناء المشترك، قدمناها من دون تعصب للطبقة السياسة رغبة في تطوير النقاش السياسي ورفع مستواه. وسنبدأ حملة اتصالات لتقديمها رسميًا لحلفائنا في المعارضة وشركائنا في الهم الوطني عمومًا من مختلف الأحزاب والشخصيات السياسية الوطنية.  

منفتحون لأي نقاش وطني جاد ومقتنعون كما عبرت الوثيقة عن أن الحوار هو السبيل الوحيد لحل المشاكل الوطنية العالقة. الحوار الشامل في مواضيعه والمتنوع في أطرافه السياسية المختلف عن حوارات العشرية التي تحدد معارضتها التي ترغب في الحوار معها.

الأخبار: هناك حديث عن حوار يتم التحضير له في بعض الدوائر، هل أنتم في تواصل من ضمن تلك الدوائر؟

نائب رئيس حزب تواصل: بشكل رسمي ليس لدينا أي علم بهذا الحوار وإن حصل ذلك الأسلوب فهو مرفوض من طرفنا، وأعتقد أن المعارضة لها نفس الموقف. 

وعمومًا نحن في تواصل مع الحوار الشامل الشفاف مع المواطنين والأطراف الأخرى.

الأخبار: ما هو تقويمكم في حزب تواصل لمستوى التقدم في ملف ما بعرف بالتحقيق في فساد العشرية؟

نائب رئيس حزب تواصل: التباطؤ في استعادة أموال الشعب المنهوبة وفي معاقبة المفسدين لا يمكن أن يرتاح له صاحب نفس إصلاحي ولا مواطن عادي يرقب كيف تبددت ثرواته وأفلت النهابون من العقاب.

زاد من خيبة أملنا ولسنا وحدنا في ذلك إعادة تعيين المشمولين في ملف التحقيق في وظائف سامية قبل بت القضاء وبعضهم تم تعينيه في مناصب تحصنه من المتابعة القضائية العادية.  هذه خطوة مخيبة للآمال ومن شأنها تشجيع الفساد.

الأخبار: هل تمثل الوثيقة التي قدمتم بداية تشكل إطار تنسيقي للمعارضة، أم أن المشكلات البينية في البيت المعارض تجعل ذلك الأفق مسدودا؟

نائب رئيس حزب تواصل: لا نريد هذه الوثيقة عنوان إطار جديد للمعارضة بقدر ما نريدها نواة لنقاش سياسي عام يتحدث فيه الجميع ويقدم رؤاه.  

بخصوص تنسيق المعارضة، فإن تواصل يؤمن بالشراكة ويسعى للعمل المشترك مع المعارضة وغيرها. بادرنا بطلب هذا التنسيق وسعينا إلى أن يكون جامعًا للمعارضة وما زلنا كما كنا فيه راغبون وله ساعون.

لكننا مع ذلك نتفهم ظروف الأحزاب الأخرى ونحترم لها اختياراتها.

الأخبار: من حين لآخر تبرز خلافات بين مواقف قيادات تواصلية، هل انتهت مرحلة الحزب المتماسك العصي على الانقسام، أم أن الأمر مجرد "تكتيكات وتمويهات" كما يقول البعض؟

نائب رئيس حزب تواصل: متى بدأ هذا التباين حتى ينتهي؟ نحن حزب أفكار، الفرد منا يعبر عن رأيه ورؤيته في كل الظروف بحرية وبالطريقة التي يريد.  

أنا من المؤسسين لمبادرة الإصلاحيين ولحزب تواصل وواكبت الحمد لله مختلف المواقف وأشهد أننا جميعا كقيادة يندر أن نتفق على تحليل أو على موقف، وهذا ما نعتبره عامل قوة ونضج… لأننا نرى أن تنوع مصادر القرار السياسي والموقف السياسي تجعله أكثر اتزانا وتوسع دائرة الاهتمام به وطنيًا وتحرره من الأهواء والنزعات الشخصية، كانت ومازالت مؤسسيتنا هي التي نلجأ إليها لفض اختلاف تحليلاتنا ونصوت بعد النقاش ونلتزم جميعا.

الجديد هو أنه مع موجات الإعلام الجديد أصبحت صفحات بعض القادة تعبر عن آرائهم.

   

الأخبار: شكرا لكم.