الدكتور مولاي عبد الله ولد مولاي أحمد يكتب مقالا بعنوان السقساق

سبت, 01/04/2017 - 19:46

 قد يبدو عنوان "السقساق" غريبا، ومن استغربه معذور في استغرابه ؛ فهو اسم طائر غريب بالفعل، طائر صغير الحجم تعرفه التماسيح، ويعرف وظيفته جيدا.. يمضي دوام السقساق كل يوم على النحو التالي: يأكل تمساح أرعن أُكلة فتعلق بقاياها بين أسنانه، فيأتي السقساق ينظف فم التمساح.

في زمننا هذا لا يفتح تمساح فمه في قصر إلا تطايرت حواليه السقاسق.. إن "مساويك" السلطان في الحقيقة هم بعض أعوانه الأدنين، وهم على كل حال من يبوء بمساويه.
 وقديما كان الخلفاء يصحبون معهم سقاسهم يبصّرونهم بالصواب الموهوم في الخطإ المحض؛ على وجه القلبِ والتبديل!

ومن طريف ما يروى في هذا الزمن أن زعيما عربيا خرج في رحلة صيد مع بعض حاشيته، فعنّ لهم سـرب قطا فأطلق عليه الزعيم النار فأخطأه، فقال السقساق: يا عجبا .. يطرن وهنّ ميّتات ! إن الزعيم لم يخطئ، لكن القطا معجزة إلهية. هذا ما أراد السقساق قوله.

ولعلّ من غريب السقسقة في زمننا أن يَـنـبُـوَ فهم السلطان العربي عن كلمة عربية؛ لأنها لا تناسب المقام ! وما أدراه أنها لا تناسب المقام وقد نبا عنها فهمه وكبا استيعابه؟! خليق به أن يعيَها أولا، ثم يعي المقام ثانيا.

من وجه التفسير لا التبرير قد يكون السلطان معذورا في جهل معنى كلمة عربية بسيطة تتصادح بها وسائل الإعلام صباح مساء. إن السلطان لا يعجبه أمر المشتغلين باللغة وأمورها؛ فذاك كله ضرب من الشعر والأدب، والسلطان لا يعجبه الشعراء ولا الأدباء، وإن كان يعجبه "اتحادهم" حصرا بما هو أداة تصفيق وسقسقة.
 إذا جادلت السقاسقة بهذا قالوا لك: إن السلطان يهتم بالشعراء والأدباء؛ فهو الذي أرسل بساط الريح للشاعر فلان عند مرضه، وأمر بعلاج الشاعر فلان عند مرضه، لكن الأجل سبقه.. ليت شعري أي شؤم هذا؟

إن خيرا للشعراء أن لا يهتم بهم مثل هذا السلطان، وهم على كل حال لا يتوسلون ذلك، هم يريدون الاحترام فقط، وهم على فرضه قَـدَر.