للإصلاح كلمة موجهة إلى مسؤولي حــقــــوق الإنـســــان الموريتانيين

أربعاء, 19/04/2017 - 15:26

 

بتاريخ : 19 /04 / 2017

 

كلمة الإصلاح هذه المرة تريد أن تـنبه قراءها الكرام بأنها لا توجه أي كلمة أبدا إلا إلى المسلمين (الذين يظنون أنهم ملاقو  ربهم وأنهم إليه راجعون ) لأن غير المسلمين أوضح المولى عز وجل للمسلمين صورة كاشفة لأخلاقهم وهي أنهم (( إذا ذكروا لا يذكرون )) .

ولذا فإن موضوع كلمة الإصلاح أجعلها دائما تعالج قضية تهم المسلمين جميعا لأوضحها حسب البضاعة المجزاة عندي جدا المتعلقة بما يريده الإسلام من المسلم ـ فإن وفقـني الله لمعرفة ذلك فهو تفضل منه وإن كانت الأخرى فبعدله( وما أبرئ نفسي إن النفس لأمارة بالسوء إلا ما رحم ربي إن ربي غفور رحيم)) .

وبادئ ذي بدأ أنبه المسلمين على أنني كل ما أردت أن أكتب في موضوع من المواضيع المعيشة في زمانـنا الحالي نجد أن سلوك المسلمين في شأنها قـد تـنـبأ به الصادق المصدوق وأوحى الله إليه به من قبـل ـ  في شأن ما سنـفعل نحن المسلمين في موضع تـلك القضية وهي أنـنا سنـتـبع فيها سنـن من قبـلنا وهم اليهود والنصارى كما هو مفسر في الحديث الصحيح .

ونأسف على أن من أراد أن يجرب صحة هذا الحديث في أي موضوع فسيجدنا نحن المسلمين الموريتانيين أتبعنا فيه أهل الكتاب شبرا بشبر وباعا بباع إلى آخر الحديث .

ومن الشواهد الماثـلة حاليا الآن على ذلك ما قرأت اليوم في مواقعنا التواصلية وهو أنه توجد امرأة حكم عليها بالسجن بسبب إكرامها لبنت بمعنى خـتـنتها .

ومن المعلوم أن خـتان النساء وردت فيه أحاديث وأنه مكرمة للنساء ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم لعائشة رضي الله عنها : << يا عائشة أخفضي ولا تنهكي >> الخ الحديث.

وهذا الحديث وإن كان العلماء المفتون لليونسف قد تكلموا في صحته وأفـتوا بغير معناه فإنه من المتفق عليه أن هذه القضية كانت تميز إلى تاريخ قريب النساء المسلمات عن النساء الكتابيات كما يميـز ختان رجال المسلمين عن رجال النصارى لأجل تطبيق السنة على رجال المسلمين، ولاشك أن الأجيال القادمة من المسلمين ستـشاهد قريـبا رجال المسلمين غير مخـتونين مثـل النصارى وبأيديهم فتوى بجواز ذلك .

وبناءا على أن هذا مثالا قـليلا في قضية حق من حقوق الإنسان ، فإني سوف أتوسع في مناقشة قضية حقوق الإنسان كما يضعها الإسلام ، وحقوق الإنسان كما تضعها الأمم الأخرى غير مراعية للنصوص الإسلامية في الموضوع .

فمن المعلوم أن الله تبارك وتعالى أنزل هذا القرآن وكأن موضوعه هو هذا الإنسان ، فالله خلق هذا الإنسان من طين ونفخ فيه من روحه ليكون خليفته فوق هذه الأرض وتحت هذا السماء المخلوقـتـين قبل الإنسان وسخر له كل ما فيهما لينـتـفع به في حياته ، وقد فصل لهذا الإنسان كيف خـلقه بعد أن صوره من طين ، ولإظهار تكريمه له عند بداية خـلقه أسجد له ملائكـته الذين لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يأمرون .

وقـدر له أجلا لا ريب فيه ينـتـهي عنده حياة كل نفس خـلقها وضرب له موعدا بعد نهاية عمره هذا للمقابـلة معه منفردا ولن يخلف الله وعـده .

فالله يقول(( ولقد جئتمونا فرادى كما خـلقـناكم أول مرة )) ويـفسر النبي صلى الله عليه وسلم هذا المثول أمام الله منفردا معه فيقول في الحديث الصحيح : << ما منكم من أحد إلا وسيكلمه ربه ليس بـينه وبينه ترجمان >> الخ الحديث .

ومن بـين هذه الإنسانية التي ستـتـقابل مع الله وجها لوجه وهي مسلمة مسؤولي حقوق الإنسان المسلمين ، فعـلينا وعليهم أن يعرفوا من الآن هل هم سيقابلون الله وفي سجلهم أن المرجع الذي كانوا يرجعون |إليه في عملهم هو حقوق الإنسان الصادر إعلانه من الأمم المتحدة سنة 1948 حيث أقرت الأمم المتحدة الإعلان العالمي لحقوق الإنسان وألـزمت بالأخذ به كل أمم العالم الموقعة عليه سواء كانت مسلمة أو غير مسلمة ، أو سيتبعون فيه الآيات القرآنية التي أنزلت على النبي صلى الله عليه وسلم وبلغها مبـينا لفحواها أحسن تبـيـيـن وقد جاء فيها جميع حقوق الإنسان سواء كان محكوما أو حاكما وحقوق الطفل قبل البلوغ وبعده وحقوق المرأة قبل الزواج وبعـده وحقوق الزوجين فيما بـينهما وحق ذوي القربى واليتامى والمساكين إلى آخره .