تحالفات متحركة

أربعاء, 15/04/2015 - 11:23
يوسف رزقة

كشفت الأزمة اليمنية عن تيارين أو تحالفين متشاكسين في المنطقة، الأول التحالف الإيراني ، ويسمى كثيرا بالتحالف الشيعي وفيه سوريا والعراق، وحزب الله، والحوثيون، وهو تحالف تقوده طهران وفيه تماسك جليّ لأنه يجمع فيما يبدو بين الروابط العقدية والروابط السياسية، ويستند إلى القوة العسكرية لدولة القيادة ، وإلى تواجد الحلفاء في مركز السلطة في سوريا والعراق واليمن.

والتحالف الثاني وهو تحالف السعودية والدول العشر، ويسمى كثيرا في وسائل الإعلام بالتحالف السني، ( وهي تسمية غير دقيقة ) الأمر الذي يعني وضع الصراع في المنطقة في إطار مذهبي وطائفي. ويبدو أن هذا التحالف لا يتمتع بالتماسك الذي يتمتع به التحالف الشيعي. وقد وصفت جريدة (رأي اليوم ) التحالف السني بالهش، وبتردد أطرافه.

وهنا ذكرت أن مصر السيسي التي أعلنت دعمها لعاصفة الحزم وانخراطها في التحالف، أخرجت أمس في القاهرة مظاهرة صغيرة أمام السفارة السعودية تهاجم الملك سلمان، وتهاجم عاصفة الحزم، وهي تظاهرة موجهة بحسب رأي جمال خاشقجي الكاتب السعودي المقرب من دوائر صنع القرار في المملكة، ولو أراد النظام منعها لأطلق عليها النار، ولكنه سمح لها بالاحتجاج دون اعتراض. وهنا تذكر الجريدة أن الدور المصري في عاصفة الحزم فاتر، ومتردد، وهو إعلامي أكثر منه عسكريا.

لا أحد يمكنه القفز عن التغيرات التي طرأت على السياسة السعودية في عهد الملك سلمان ، حيث شهدت تقاربا مع تركيا خلافا للرغبة المصرية ، وتراجعا في معاداة الإخوان خلافا للموقف المصري، وربما تراجعا في الدعم المالي السعودي لمصر، ربما بسبب التسريبات الأخيرة( تسريبات الرز؟!)، وربما لأسباب موضوعية تتعلق بحالة النفط، وحجم ما تحتاجه مصر من مال لا تستطيع السعودية أن تفي به.

في السعودية تيار قوي يطالب الملك سلمان بالتصالح مع حزب الإصلاح اليمني، وتقويته، ودعمه بالمال والسلاح، حتى يتمكن من مواجهة الحوثيين في القتال البري، بديلا عن إرسال قوات برية سعودية، أو من دول التحالف ، التي تبدي خشية وترددا إزاء الحرب البرية. إن التصالح السعودي مع الإصلاح ( حزب الإخوان في اليمن) مهم، ويساعد عاصفة الحزم على تحقيق أهدافها، ولكن هذا لا يتأتى بشكل جيد بدون موقف سعودي جديد من الإخوان. وهنا أيضا تخالف بين مصر والسعودية.

هل ما تريده السعودية من اليمن، هو عين ما تريده مصر، وهو عين ما يريده الإصلاح اليمني، بعد أن افترت عليه دول المنطقة. التحليلات لا تقول بالتطابق والتماهي، ولكن ترجح وجود العناصر المشتركة، لا سيما بين السعودية والإصلاح، فهل تتجه الأطراف إلى معالجة الهشاشة والتردد، لتحقيق ضغط كاف لإجلاس أطراف الصراع اليمني على مائدة الحوار، قبل أن تدخل اليمن في حرب بالوكالة طويلة الأمد، ممتدة في الزمان والمكان. اليمن يحتاج إلى معالجة سريعة على قاعدة سياسية ومدنية، لا على قاعدة مذهبية وطائفية. وما يجري من تحشيد عسكري في باب المندب، وتحشيد سياسي في مجلس الأمن خطير ، ويفتح الصراع على المجهول. 

المصدر: فلسطين الآن